حسناء الغزالة ورداء أزرق



كنت أنهي عملي في أحد شوارع بن عاشور المترفة...بيت قديم من الموروث الإيطالي، ثم أحمل حقيبة ظهري ذات الماركة الإيطالية أيضا وأبدل كعبي العالي بحذاء أرضي وإلى البيت مشيا على الأقدام ...تحملني قدماي بإتجاه قصر الشعب من الوراء ..حيث المغسلة ودكان لبيع الأحذية الغالية الثمن، نهاية طريق قصر الشعب يكون علي الإختيار بين شارع المقريف أو أول سبتمبر ..غالبا ما أختار شارع المقريف، أشم فيه رائحة زمن جميل ...تنتهي قصتي مع الشارع بمحاذاة الجزيرة ...أختار أن أمر  بحديقة الفندق الكبير وبما أن الشارع أصبح سيء السمعة للبنت والشاب ...فإنني أختار سماع الموسيقى بدل المعاكسات المتطرفة ...أمر بتلك الأشجار الباسقة ...وتلك القهوة التي يتسوطنها الرجال ...ترهقني حقيبة الظهر ..لا أبالي ...أختار أن أدخل يدي في جيوبي وأن أمشي كطلبة المدن الكبرى ...مسرعة ...وهاهي تستوقفني الجميلة ...حسناء الغزالة ...تقاطعات طرق معها ...ونظرات الفضوليين في سياراتهم ...وإيفيكوات تمر وتهذي بطرقها ...وأنا لا أملك إلا الوقوف قليلا ...لا ماء فيها ..جافة لكنها ترسل بريقا هادئا كأنها تقول لي أنا لازلت أعيش ..أنا لازلت أحيا ..أنا أتاضل من أجلي ومن أجل كل حسناء جميلة ...أحد السيارات تطلق "بيب" لا أريد سماع أحد ..أريد للحسناء أن تكلمني ...أرفع صوت الموسيقى أكثر...أغنية قديمة "هذه الحياة لي، وأنتِ لا تعرفين" ....سأعود وأدلف   بإتجاه سوق الفندق الكبير ...لن أهتم لسيارات الكامري والماكسيما التي تخفض السرعة ...مزين لشبونة ..تجمع نسوة ...ثم بعض المحلات والفنادق الجديدة والقديمة ...مقهى السراي ...وأدلف بإتجاه منزلنا في أحد الأحياء الفقيرة الهامشية ..أو قد أقرر الذهاب إلى سوق الذهب ومن ثم إلى قوس ماركوس أرليوس وشرب عصير الليمون بالنعناع المنعش ...قد أشتهي شيئا أخر ...وغالبا ما يكون في ذاك المطعم الذي يطل على الميناء حيث..ترى الأفق ...السفن البحرية ...فندق المهاري الذي تغير لونه وأصبح راديسون بلو ...الأفق...وغير الأفق ...القوس بجانبي ...مرة ثانية ..أريد شيئا أخر ...ربما قهوة ...مفيش قهوة يجيبني الوسيم...إذا كابتشينو ....
(أكتب هذه الخاطرة إلى حسناء الغزالة ...التي حاولو إنتزاعها من مكانها ...ربما هي محاولة سرقة ...أو بإتجاه أسلمة بلد جميل ..يحب الإسلام ويعتز بقيمه ..الحسناء غطوها باللون الأزرق تماما نفس لون رداء الأفغانيات ...وهاهي صور الحسناء قبل القذافي  وعند حقبة القذافي وبعد القذافي ....الحسناء ليبية ولها أسطورة محكية ..أترك لكم حرية البحث عن الأسطورة).


الحسناء أيام الحقبة الإيطالية وأيام الحقبة القذافية 

الحسناء أيام الحقبة الإيطالية 

الحسناء بثوبها الأزرق البلاستكي ....


تعليقات

  1. حـــلو ...

    ردحذف
  2. فيصل9:07:00 ص

    كلمات بسيطة تدخل الى القلب بسرعةالبرق .... احسنت القول

    ردحذف
  3. قندهار ............

    ردحذف
  4. غير معرف9:58:00 ص

    لعنه الله عليهم الاسلامين المتشددين حشاكم حيونات بدون عقل بل انزل بمستواهم صفة الحيونات هناك من الحيونات اذكي منهم و اوفي منهم و ذو مهارات عالية

    ردحذف
    الردود
    1. مسمي الأسلاميين فيه ظلم لفئات المجتمع الاسلامي كامل !! عدم قناعتك بيه كادين هو امر شخصي و يرجعلك بس السب و الشتم و التعميم اعتقد انه شي غير عادل .. الدين الاسلامي دين احترام و رقي و ما ينسب له من تصرفات للنماذج الي تتكلم عليها هو برئ منها .

      حذف
  5. غير معرف10:52:00 ص

    الاسلامين يشوهون الاسلام و يشجعون علي الالحاد . حيوانات

    ردحذف
  6. حقيقة محاولة تخريب نافورة الغزالة

    تداولت انباء عن محاولة جيهات معينة تخريب تمثال الغزالة, ويعتبر ميدان الغزالة أو نافورة الغزالة والحسناء في العاصمة الليبية طرابلس من اكبر الرموز الفنية في طرابلس,. هو ميدان صغير به نافورة بها تمثالان هما تمثال "الحورية والحسناء" أو "الغزالة والحسناء" ويمثلان مشهدا فنيا لإمرأة تمسك بجرة وتعانق غزالة.

    الميدان يعد من أهم الميادين وأقدمها في المدينة كونه مفترق للطرق في وسطها وبالقرب منه يوجد فندق الودان التاريخي والفندق الكبير وميدانه
    ويعود تاريخ الغزالة إلي مايقارب 77 سنة, التي مستوحاة من شكل الغزال الليبي او الودان , والحسناء تمثل العروس والجرة تمثل المياة والبحر, بمعني مجسم لوصف "طرابلس عروس البحر".

    بعد تحقيقات بسيطة وزيارة للميدان مجلة أقام بها فريق أوديسا , تبين ان القصة عبارة عن إشاعة, والضرر الملحق برجل الغزالة, ووجهه الحسناء قديم, وانتشر الخبر بسبب اعمال صيانة تطوعية , لصيانة النافورات والميادين التي تقوم بها شركة الكهرباء"جيسكو" وهي شركة خاصة , من حوالي ثلاثة ايام قبل انتشار الاشاعة, والذي تطلب تغطية التمثال بعازل بلاستيكي لعزله عن الرطوبة بعد استعمال مواد لتلميعه بحسب اقوال المشرف علي الصيانة, الذي يقومون بصيانة الغرفة الميكانيكية والكهربائية وكذالك صيانة رجل الغزالة حاليا, حيث اكد مشرف الصيانة علي ان الضرر الملحق بالنافورة ليس الا ضرر بسيط وقديم, حيث توجه العديد من سكان طرابلس لتفقد الغزالة, رافضين مثل هذة الافعال رفضا قاطعا, التي اعتبروها تخريبية, وغير مقبولة, صرح م/حسام باش امام, وكيل المرافق في مجلس طرابلس نفى الخبر و أظهر رفضه التام لمثل هذه الافعال الفردية او الجماعية رغم انها لم تحدث, وصرح محمد الشرشاري رئيس وحدة القبض والمداهمة في اللجنة الامنية للجيش الوطني, عدم توفر معلومات رسمية علي هذا الخبر واشار بأنه سيوفر حماية للممتلكات الفنية والتاريخية, للحماية في المستقبل

    ردحذف
    الردود
    1. كانت هناك محاولة لقطع رأسها لكنهم لم يقدروا على نزعها من الغزالة

      حذف
  7. إعتذروا عن تحطيم ثمتال جمال عبد الناصر و توعدوا بإصلاحه..
    قد تنال نصيبها هي الأخرى من الإصلاح !

    ردحذف
  8. غير معرف8:16:00 م

    هل تمعنتم في تفاصيل الحسناء؟ هل يستطيع أي منكم الوقوف أمامها صحبة ابنته أو أخته؟ أو أبيها أو أخوها؟

    ردحذف
  9. غير معرف5:26:00 ص

    (هل تمعنتم في تفاصيل الحسناء؟ هل يستطيع أي منكم الوقوف أمامها صحبة ابنته أو أخته؟ أو أبيها أو أخوها؟) ليش !!!!!!!!!!!

    اكيد و اقفين امامها اهل طرابلس ما يقارب من 77 سنة توا طلعت منظر غير اسلامي حتي المقبور معمر احترمها شكله عنده ذوق و احترام اكثر من هلبا ناس ينظروا للحسناء بنظرة شهوانية .. لعنده مشكلة في ...... يمشي لدكتور نفساني

    ردحذف
  10. غير معرف6:37:00 م

    لحم من حجر ام من بشر حرآآآآم!!!!

    ردحذف
  11. ابكتنى القصة واحسستها واقشعر بدنى من التخيل
    وانتى تحيت شربت معكى وشممت الروائح معى تلفظت الهواء تخيلت المنظر اشعاة الشمس
    انزعجت من الفساد الاخلاقى ..... كبت الحريه حتى ان اردنا التامل

    شعرت ان الجميلة ستبكى وان الغزالة ستدب بها الحياة وتهرب من مكانها
    شعرت بالظما من جفاف الحياة فى النافورة كما جفت حياتنا امام عينيا

    استمرى فى الكتباة زيدنى الما وتخيلا زيدنى عشا لبلد حرمت فيها الحياة وحسبنا تغيانها قائد فاسد عاش فيه ولاكن فى اخر الامر اصبح لنا قوائد لانعرف من هم ولماذ يسيرون على ااجسادنا .............

    كم انتى جميلة الوصف القصصى يا متمردة

    ردحذف
  12. كان عمري اربع سنوات وأخذني اخي لسينما الودان ومررنا بالغزالة ولا اتذكر ما قال عنها بالضبط ،ولكن منذ ذلك اليوم لهذا اليوم كل ما امر بها لااستطيع تجاهلها وانظر اليها طويلاً،،بها سحر غريب.
    شكرا لهذه التدوينة.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة