نص : البق

لا أفهم شيئا مما تقول لكني أستمع إليك على الأقل ، أستمع إلى ترهاتك بينما لعابك يخرج على شكل رذاذ يصيب وجهي ، ماالذي تريده مني؟ أنا أستمع.

إستغنيت عن العالم ، وقررت الإستماع إليك ، قررتً  أن أنام على هذا السرير الذي يخرج منه البقّ في الليل ، قررت أن أداعب أحلامك في غفلة منك ، وأن أفقد عذريتي على يديك .

كان البق الذي يغزو هذا السرير ، والموسيقى الحزينة ، ومضاجعتك الوحشية، كلها ، كلها ، كلها عوامل تضعني على الهامش هامش الليل ، هامش الحياة ، وهامش الأحلام.

بينما  خشونتك تقتحم عالمي ، كنتٌ في سماء أخري، خطرت ببالي تلك الفتاة الإيطالية التي إلتقيناها بين السكارى ، كانت مراهقة ، شعرها أشعت ، نحيفة وباهتة ، أعطاها أحدهم أعقاب سيجارته ، تناولتها وهي تبتسم ، تبادلنا نظرات التيه ، أنا تائهة وسط عرب إيطاليا وهي الإيطالية التائهة بين عرب أيطاليا .

أنت لم تخذلك إمرأة قط، أنا خذلني الكثيرون ، لدى سأفعل بك كما فعل بي أولئك ولتعش مع بقك ، في تلك الحجرة البائسة ، كما فعلت وأفعل سأعطيك لذة إنتصار شبقية ، وأذهب دون مبيت ...قد يصادفني سكارى فرينسيا ، أو سائحون أمريكان يلكون الإيطالية  بلكنة متعجرفة ، أو هي تلك الفتاة التي إلتقيناها.

لا أفهم ماذا أفعل الأن؟  ما الزمان ، ماالمكان ، ضغوط الحياة أقوى مني ، عشقي للعب حد الهلاك أقوى منى ، أنت أقوى مني ، هذا الحلم أقوى مني، والبق الذي يخترق حرمة الجسد ويمص الدم كان أقوى منى أيضا .

ماذا لو إستسلمت إلى القوة بمنطق فيزيائي بسيط ،  ألن يكون ثقلها أثقل ، ثم ماذا لو تنسانيت أمر تلك الإيطالية المراهقة .

الراوي: سأوقف القصة هنا  أعجز فعلا أمام هؤلاء الأبطال المشوهين

هي: لم تتوقف ، أنا أريد اأن أحكي ...

الراوي : لن نخلق سوى نص مشوه أخر، سينفيكِ أكثر ، ماردة فعلك؟

هي: نادمة ، رغبتً بقتل البق قبل خروجي علي  ألتقي الفتاة ، أنا نادمة

الراوي: ما الذي نفعله بالندم ؟ كفي عن هذا

هي : ما شأنك؟ مهمتك أن تحكي ، أن تكتب ، أن تنسج الحكاية ، لم تحاسبني على الندم؟  أوديب فقأ عيناه ليعاقب نفسه ...أنا سأقهقه، على الحاضرين الذين عاشوا، على التيه ، وعلى الأكاذيب التي تملأك أنت وغيرك حد النخاع

أوديب فقأ عيناه ..أنا سأقهقه، سأقتل البق لن يمص دمي البق مرة أخرى.

المتمردة.