طريق إلى مستشفى
قصة قصيرة:
الطريق إلى مستشفى
...أضاعت الطريق.
كانت قد قررت الذهاب لزيارته في العيادة التي يعالج فيها، فاشترت شكولاتة تركية ووردا ثلجية اللون... لكنها أضاعت الطريق. ليس لأنها لا تعرف المكان، بل فقط لأنها أضاعته. يلزمها القليل من الوقت لتتذكره. لم تمر به منذ فترة ويحب أن تتذكره دون أن تسأل أحدا.
كانت قد نسيت أن تقول لسائق حافلة الإيفيكو أن يقف بمحاذاة الجسر، طلبت منه ذلك بعد دقيقتين. دقيقتان كانتا كافيتين ليبتعد السائق أكثر...بجانب ميدان الفروسية وقفت، طريق سريع. اختارت الرصيف وها هي تمشي وتحاول التذكر عبثا.
تحاول التذكر متلاعبة بإسوارها الفضي. المستشفى مكان مرت به مرات رفقة صديقات الجامعة. سألت عنه الكثيرين قبل قرار الزيارة. كانت تعرف أنها ستتذكر، توقفت محاولة التذكر. تكمل المشي راغبة في التذكر. لا تريد أن تسأل أحدا، تريد أن تتذكر، أن تكون دليل نفسها.
فكرت بارتياد أول مقهى رأتها. ستشرب قهوة وتتذكر الطريق التي أضاعتها من أجل الوصول إلى مستشفى الحبيب الراقد في الحجر الصحي يصارع مرضا معديا جراء المخدرات. لازال هناك وقت وهاهى مقهى: " نسكافيه لوسمحت نبيها هني" كان المقهى يفتح على الشارع الرئيسي، أخدت القهوة وهي واقفة تشربها أمام امرأة تنظر إلى وجها القمحي، لا تريد النظر إليه أكثر ...تمنت لونا أخر لوجها. أشاحت بنظرها باتجاه الشارع ..هناك امرأة سمينة تمشي ترتدي جلبابا يبرز تفاصيل جسدها قليلا، رجل يمشي هو الآخر ...وآخرون كذلك ... لقد خانتها الذاكرة فأرادت أن تتوقف قليلا في هذه المقهى لتتذكر الطريق إلى مستشفى الحجر الصحى.
ضاع الوقت ومازالت عاجزة عن التذكر وممتنعة عن السؤال. بدأت تشعر بالاختناق. تشعر بالنسيان وتقارنه بالبياض "يالله! بياضك قاتل وعدم" تخاطب النسيان. فكرت بكتابة شيء. أخرجت دفترها الجامعي من حقيبتها وفوق الكونتوار الذي تستند عليه نظرت مجددا إلى المرأة ..بشرتها لازالت قمحية ..ثم قررت أن تكتب شيئا يساعدها على التذكر
.إمرأة متمردة
عندما تخونك الذاكرة
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفلست أدري لماذا حذفتِ تعليقي. كنت أعتقد أنك ستشكرينني عليه وتستفيدين منه. التمرد ليس ضد الاستفادة!!
ردحذفلم أحذف لك شيئا .. إمرأة متمردة
ردحذفآسف، يبدو أنه حدث لبس لسبب فني. في الصباح لم أجد تعليقي. عموما، أنا مقترح إعادة كتابة النص على النحو الوارد أعلاه. ما رأيك؟
ردحذفأعجبني لكني متمردة حتى على اللغة
ردحذفاسمعيني يا عزيزتي. أنا أيضا متمرد.لكن التمرد من أجل تحقيق مستوى إبداعي أعلى وأرقى شيء، والفوضى والتخريب اللذين لا يوصلان إلى هدف، شيء آخر. أتفهم صبواتك واندفاعك، لكن ينبغي أن يكون ثمة هدف وليس قفزا في المجهول. أكلف نفسي بمخاطبتك لأن الإطار العام لكتابتك وتفكيرك أعجباني ويهمني أن تكسب الحركة الثقافية الليبية صوتا مثلك.
ردحذف