قصة قصيرة ...ليس ككل الأشياء



مرت سنتان،

قرر الذهاب إلى الولايات المتحدة وأنا قررت تبديله برجل أخر..أخر لقاء بيننا، أهداني عطراً الرجاليا عطره المفضل، وأنا قدمت له بيكني لم اعد البسه كان سماوي اللون، لكني قلت له ..تذكر البحر..وتذكرني حرة متمردة بالبيكني السماوي ...تبسم وقبلني قبلة سريعة...نخاف شرطة الأداب...ونخاف المارة ...ففي بلدي غير مسموح لك بالتعبير عن الحب ..الحب مقرون بالجنس والجنس رذيلة...في بلدي عبر عن الفوضى، عبر عن وحشيتك، لكن غير مسوح لك أن تعبر عن الحب ،،، 


في حضنه، تعلمت كيفية الوصول إلى ألم اللذة ..كانت رعشة كلينا تٌنبأ بالنشوة القصوى نشوة الحب المقترنة بلذة الجسد ...لم يكن لعلاقتنا أهداف ولم نكن نريد لها نهاية، لم نكن نريدها شرعية ولم نكن نريدها معلنة....نلتقي خفية في أخر الأسبوع ...نتسلل خفية إلى منزله في إحدى الضواحي، نمارس الحب، المتعة، ثم التحرر من كل العقد ، ثم الشعور بالذنب ...وهكذا. 

كانت علاقتي به، كعلاقتي بهذا البلد، أحبه في خفاء و يحبني في الخفاء أيضا، لا ينتمي إلىّ ولا أنتمي إليه..تجمعنا اللمسة والقبلة والفشل في الحياة...ولا شيء أخر. 

أعلن عن قراره فجأة، لم أناقشه لكني أحسست بألم الفراق، وكالعادة لم أتكلم تمنيت له الحظ السعيد ومعه هدية بيكيني بلون سماوي ...قلت له كاذبة : سأظل وفية لك، إبتسم بخبث يعرف أني لست وفية، يعرف ذلك ..خلال علاقتنا التي إمتدت لخمس سنوات كنا نخون بعضنا..كنت أتألم عندما أسمع عن خياناته وهو ذات مرة قرأ صفحة عن إعترافي بالخيانة في مذكرة وجدها في حقيبتي ... 

واجهني باكيا، وأنا إنهرت أمامه ...كان يحبني أعرف ..وكنت أحبه...هويعرف. 

معه لكل لمسة إحساس أخر...كان رجلا وأنا كنت أنثى ...وكلانا يعرف تأدية دوره جيدا بحضرة الأخر...حيث تذوب الذات مع الذات في كل لحظة في كل ثانية ...أنفاسه التي تتسارع مع لحظة إقترابه للنشوة وأنفاسي التي تختفي مع لحظة إقترابي للنشوة..كنا نفهم بعضنا ولا شيء أخر يفهمنا ...كان وطني وكنت وطنه. 

الأن أنظر لمراة أمامي...سمعت عن تخرجه صدفة ...بينما أنا لازلت أنا ...تغيرت في أشياء ربما، أصبحت منكسرة أكثر ..وفاشلة أكثر ...وأكثر نضجا ..أجيد أشياءا كثيرة ..أجيد التزلف والكذب والمجاملة ...أجيد الهروب بطرق شتى ...إلا شيء واحد لا أجيده هو الحب...ذهب الحب ولم يتبق إلا سحنة شاحبة لإمرأة عشريينة.


                                                                                                                                       إمرأة متمردة       

تعليقات

  1. La Magie Noire3:19:00 م

    انا مثلك أصبحت أجيد الكثير ، وعندما وجدتها بعد 20 سنة ومعها اولادها الثلاثة ، عندها فقط ادركت انني اضعت اجمل شي في حياتي ، فقط كان المطلوب مني أن اجيد القليل من الكذب والمجاملة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة