صديقي....


 إلى صديقي الذي مات ...إلى العدم ...إلى اللاجدوى ...إلى وطني القبيح.....


كانت السنة الأخيرة من الجامعة وكنت أعتقد أنني سأغير العالم ....

 صديقى هذه الرصاصة التي لم تستأذنك ولم تستأذن الله ...لم تسأذن أحدا ....لم تسأذن ملوك الجان ولا الرجال السبع .....
صديقى النكرة لقد تخلى عنا الله ، تخلى عنا ونحن  نقاتل ...تخلى عنا................................................................

صديقي ..

هل تتذكر "بنية " الجامعة "الطرف " والتي فزت بها بعد تنافس شرس ...تواعدتما على الزواج يا صديقى ..وأنت تمسك يدييها الغضتين ..تواعدتما على الحب والتفريخ ومنزل مستقل فيه "جنان كبير " جيث سيتعلم إبنك البكر أول خطواته وركوب الدراجة لأول مرة ...وحيث ستذبح خروف عيدك وتنشر زوجتك التي سيزداد وزنها قديد الأضحية......
كل شي كان قابل للمساوامة ...صديقى ...أريد أن أتقيأ هذا الألم وأنا أتجرع "البوخا" ...أريد ضرب أمي التي ولدتني وأريد أيضا نكاحها ...لقد كانت جميلة ....أمي "قحبة" يا صديقى لانها أنجبتني .............................................................................
لم تفلح دعواتنا ولا تكبيراتنا ولا نوايانا الحسنة ولا حبنا النبيل ...لقد تخلى عنا الله وإنس الموضوع ...................................


كانت رائحة البارود ..رائحة الرصاص ...رائحة أجسادنا وعرقنا ..هي السلطان...تضرعت إلى الله ألا يتركني ..وأن يحبني تضرعت إلى ملائكته وقرأت كلامته ..ولعنت الحكاية ..ولعنت كل شيء ...كنت أريد مكانا أقذف فيه لذتي لكن الوطن قذفني بدل ذلك .........................
المدينة قذفتني ..وأحلامك ماتت معك ...وأنا لم أعد سوى ذاك الكائن المشوه الذي يلعن أمه القحبة ...ويلعن وطنه المنكوح ويكتب نصوصا مشوهة ...لقد تخلى عنا الله وتخلى عنا الوطن 

نقطة. 

تعليقات

  1. غير معرف8:12:00 ص

    هالالويا

    ردحذف
  2. غير معرف2:04:00 م

    OMG that's fucking CRAZY
    love it actually
    keep it UP mutamareda :)

    ردحذف
  3. سَيكونُ إسمكـْ مع تمردكـْ ذا معْنى ..
    وسنقولْ قالتـْ .... وفعلتْ ...
    وأرجو أن لا نقولَ ندمتْ ..
    إستمري ولا تُنافقي نفسكـْ .. :)
    لايكـْ ..

    ردحذف
  4. يمكن للغضب أن يكتب أجمل النصوص. مهما فعلت لا تخسري الغضب.

    ردحذف
  5. يمكن للموت ان يموت ... كما تموت الحياة ...
    و قبل موت الحياة فهناك موت للحياء ... يسبقه قتل للعقل و انتحار للانفاس ...
    تتوقف كل العروق عن استقبال اي نوع من انواع السوائل التي يضخها القلب الذي يفقد الحياة ... ولكنه يستمر في العمل ... حتى انه يحاول ان يجبر العروق في جسده على ان تستقبل ما يبعث به اليها
    الا انها ترفض
    و تقول له ... لا لم اعد اريد دما و اكسجين ... بل انني احتاج الى بعض الببسي مثلج بارد و بعض الخبز و العجين ...

    نعم ترفض العروق الانصياع للقلب فهو فقط يعلم انها من دون ان يؤدي عمله لن تستطيع الحياة ولن تعيش لحظة واحدة ....

    ومن ثم من اين له ان يأتيها ... بخبز و عجين ؟

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة