المرأة تحيض حديث في الثورة والتحرير


المرأة تحيض
حديث في الثورة والتحرير
نعم المرأة تحيض ...حقيقة بيولوجية فسرها الكثيرون وإحتار في أمرها الفلاسفة والعلماء القدامى قبل أن يرحمنا التطور العلمي ويقول ماهي إلا نتيجة لتفاعلات هرمونية.
شرعا بإجماع كل الديانات السماوية المنزلة الحيض نجاسة فالمرأة في الإسلام مثلا لا يجوز لها الصلاة ولا الصيام ولا يقربها رجل ...أما اجتماعيا فالمرأة التي تحيض هي امرأة عاطفية و مخلوق جميل في بداية الزواج وشره سمين بعد ولادة الأطفال لا يصلح إلا لتربية هؤلاء الأطفال والتضحية بهم إن دعت الحاجة إلى ذلك.
لكن دعونا نخضع موضوع المرأة في ليبيا إلى قراءة كرنولوجية لا تتجاوز الثماني أشهر وبعيدا عن الإطار الاجتماعي... منذ ثماني أشهر هذه المرأة التي تحيض أو التي كانت تحيض يوما هي نفسها التي اغتصبت من قبل كتائب القذافي والتي قدمت أبناءها لهذه الثورة بتكبير وأهدتهم الزغاريد وعلم الاستقلال في نعوشهم وقالت وهي أم مثلا "يا وليدي في الجنة ياوليدي". هذه المرأة هي من كان يطبخ للثوار في الجبهة مغنية مع الأخريات أهازيجا شعبية أو مكبرة حتى وهي حائض. وهي نفس المرأة التي أبت الثورة إلا أن تنحرها قربانا عند إعلان التحرير ككبش فداء بجملة مبهمة مفتوحة على قراءات متعددة في خطاب تاريخي ستخلده الأجيال.
لا أحد هنا بصدد مناقشة ما أنزله الله في آياته الكريمة - وهنا أتكلم على تعدد الزوجات- فلست فقيهة دين ولذا لا يحق لي بأي شكل التأويل أو التفسير فهذا شأن علماء تأويل. وكما لا يحق لي فلا يحق لأحد الإفتاء بشأنه أو تحديد معاييره و حدوده سوى المفتي وبالتالي فرجل الدولة الذي اختصاصه إدارة دولة وإخراجها من أزمة تهدد أمنها القومي كان بإمكانه تجنب المثال الجملة المبهمة الذي ساقه في خطاب التحرير والذي كنا ننتظره كالأطفال في العيد.
فقط من باب التذكير فإن تعدد الزوجات لم يكن محرما في عهد القذافي بل كان مفعلا ومعمولا به وليس على الرجل إلا أن يطلب توقيعا من زوجته وقد يزوره في بعض الأحيان  ويتزوج الثانية والثالثة والرابعة . فلا أعلم ما الذي دفع السيد المستشار مصطفى عبد الجليل إلى سوق تلك الجملة المبهمة عن إقرار تعدد الزوجات الذي لم يكن ممنوعا أبدا. هنا يحق لي كإمرأة أن أتساءل : هل تقصد سيدي المستشار إلغاء موافقة المرأة على زواج زوجها مرة أخرى مثلا؟ أم قدمت هذا المثال إرضاءا للعقول البسيطة وضمان شر بعض الجماعات المسلحة - والتي لا ينكر أحد مساهمتها وبإسبتسال في إسقاط النظام السابق- والتي قد تنقلب على المجلس في أي وقت إذا ما شمت شيئا يتعارض مع ما تريد.
أيا كان سبب طرحك لقضية تعدد الزوجات في يوم كان من المفترض أن يعلن فيه عن الكرامة والحرية والمساواة والإخاء وثقافة حقوق الإنسان  الخ .. فأني أقولها ومن هذا المنبر أني إمرأة عشرينية وسأسمع صوتي..قد لا أكون مدعومة من أطراف خارجية كبعض الجماعات أو ليس لدي ثقل قبلي كبعض الأفراد والذين يفتون في الإستديوهات في بعض القنوات الإخبارية.
أنا إمرأة  سيدي المستشار سأدافع عن حقوقي الفطرية  ويحق لي أن أحدد مصيري فيما كنت أريد رجلا تشاركني فيه نساء أخريات أم لا ..ولن أسمح أن يتم تقديمي كقربان سياسي  للتأكيد على أن هذه الدولة هي دولة إسلامية .لا أحمل سلاحا ولا تدعمني دول صغيرة أو كبيرة  لكني إمرأة ستقف في وجه المسلحين المؤدلجين منهم وغير المؤدلجين. إمرأة ستدافع عن حقها في المساواة والكرامة والحقوق الإنسانية الفطرية وستدافع عن ذلك بالقلم والياسمين. 
إمرأة متمردة
 الصورة مأخودة من موقع سي إن إن الإخباري الإلكتروني 

تعليقات

  1. جميل هذا التمرد العقلاني
    اتفق معك، ويبدو ان هذه الثورة تعاني من مشكلة التسرع والتوقيت الخاطئ.

    تحياتي

    ردحذف
  2. أحييك ، أحييك . أنت روح الثورة .. وأرجوك لا تضعي قلمك جانبا لحظة واحدة ، ولا تخفضي صوتك يوما واحدا ، ولا تقبلي بأن تنزلق بلادك في زنقة الظلمات التي عاشت فيها طوال ٤٢ عاما
    محبتي وتقديري وإعجابي لشجاعتك وتمردك

    ديمة الخطيب
    امرأة متمردة مثلك

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك ديما ...شكرا يشرفني وجودك هنا

      حذف
  3. غير معرف10:13:00 ص

    الراجل قال كل قانون يخالف الشرع فهو رد مضرب مثلا بتعدد الزوجات والبنوك الرباوية وليس في تعدد الزوجات تقليل من شأن المرأة ولا حط من مكانتها ...

    أما المساوة والحقوق الإنسانية فقد كفلها الإسلام للجميع وما جعله الإسلام حق فهو حق وما لم يجعله حق فمدعيه مدع بباطل ... والذي يعترض على بعض أحكام الإسلام عليه أن يراجع نفسه قبل أن يتهم غيره ...

    ردحذف
  4. غير معرف10:21:00 ص

    حذاري أن يكون تمردك على بعض شرائع الإسلام ...

    ردحذف
  5. لو قلت لك برافو مائة مرة فلن اعطيك حقك ..ليس تأليها للتمرد وهو نعمة وحنكة ولكن صدقا لان نصك يستحق الثناء لانه نقل الصورة بوضوح عن تلك الصدمة النفسية التي جاءت يوم تحرير ليبيا صدمة نساء ورجال بفعل جملة أسقطت عمدا يوم تحرير ليبيا..فكأن هدية القتال في الجبهات جاءت " تعدد زوجات "
    سعدت كثيرا بقراءتك ..كوني صوت الحرية في ليبيا ولا تتراجعي ,بالتوفيق

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا وجد ..أيتها التونسية الحرة :) من متابعيك ...وسأحاول

      حذف
  6. أنت تطالبين بحق. الرجل كان من المفترض أن يتكلم في أسس الدولة القادمة، أتمنى أن لا يكون هذا من أهم أسسها، لأن الثورة لم تقم لأجل هذا، وقد وفره الماضي لهم أصلا..
    هو نوع من استثارة الغرائز الذكورية للركوب عليها و الوصول بعيدا، نفس الشيء فعله القذافي بتوزيع الفياغرا و لا أرى فرقا بينهما في هذا..
    حقك المطالبة بما ضمنه لك الشرع و القانون و العرف و لتسقط السياسة المتسلقة على أكتاف الناعمات.

    ردحذف
  7. غير معرف2:25:00 م

    للجوع وجوه اخرى ....عبارة اطلقتها كاتبة ليبية جائعة متمردة... قبل ان تبيع روحها للشيطان. ربما وبتعدد الزوجات يخف هذا الجوع. جائع

    ردحذف
  8. غير معرف7:12:00 م

    وفاء البوعيسي لم تبع روحها ضحيه تخلف اجتماعي

    ردحذف
  9. إمرأة ستدافع عن حقها في المساواة والكرامة والحقوق الإنسانية الفطرية وستدافع عن ذلك بالقلم والياسمين....جداً مبهور بأفكارك و بإسلوبك..حفظك الله.

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك طارق ..وأنا جد مبهورة بدعمك ...في الفايسبوك وهنا

      حذف
  10. متمردة جريئة ورائعة .... وليس بغريب ... حماك الله

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة